قال ميخائيل ميلشتاين، رئيس القسم الفلسطيني في مركز ديّان للدراسات الشرق أوسطية، إنّ التجربة الإسرائيلية في استخدام "العشائر" والعصابات ضد حركة حماس في قطاع غزة انتهت إلى فشل ذريع يشبه تجارب الاحتلال السابقة في لبنان خلال حقبة جيش لحد وروابط القرى في الثمانينيات.
وأوضح ميلشتاين، في مقال له، أن هذه المقاربة "تكشف ضعف فهم إسرائيل للواقع الاجتماعي في غزة وفشلها في التعلم من دروس الماضي"، داعيًا إلى إضافة هذا الملف إلى أعمال لجنة التحقيق الرسمية التي يُفترض تشكيلها لتقييم أداء الحرب الأخيرة.
وأضاف أن الاعتماد على الجماعات المحلية لمحاربة حماس كان خيارًا "يعكس تخبطًا استراتيجيًا وسوء إدارة للصراع"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "ارتكبت سلسلة من الإخفاقات خلال الحرب، من بينها مشروع هيئة تشجيع الهجرة وبرنامج توزيع المساعدات (GHF) الذي استنزف مليارات الشواقل دون نتائج ملموسة".
وأشار ميلشتاين إلى أن ملف "العشائر" أصبح عبئًا على إسرائيل، إذ لا يمكنها حاليًا "التدخل لحمايتهم دون تهديد اتفاق وقف إطلاق النار"، لافتًا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول تسليح هذه العصابات ألحقت "ضررًا بالغًا بصورة إسرائيل المهزوزة أصلًا، لأن هذه المجموعات منبوذة اجتماعيًا داخل القطاع".
وشدد أن سياسات إسرائيل في غزة تكرر أخطاء الماضي في إدارة الاحتلال عبر الوكلاء المحليين، مؤكّدًا أن "هذه التجارب لا تنتج أمنًا ولا استقرارًا، بل تعزز وحدة المجتمع الفلسطيني حول المقاومة".

